مقالات

إلا الفلسطينيين وحدهم

فايز الفايز

في الأخبار يظهر أن الولايات المتحدة تدرس خطوة قانونية للتشكيك بصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بالمحاكمة الجارية ضد إسرائيل بشأن الحرب في قطاع غزة، حيث أفادت بها وسائل الإعلام الأمريكي، وذلك بما يتعلق أيضًا بطلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

إذ قال مسؤول أميركي مطلع على الأمر إن إدارة بايدن تدرس تقديم مذكرة (صديق) إلى المحكمة الدولية في سياق معارضتها الشديدة لقرار المدعي العام للمحكمة،كريم خان، طلب إصدار أوامر اعتقال بحق الإسرائيليين على الرغم من أن الولايات المتحدة لم توقع على المعاهدة التي أنشأت المحكمة و تأتي جلسات الاستماع وسط حملة ضغط على أعلى المستويات في إدارة بايدن لمنع بريطانيا من إسقاط طعنها القانوني ضد المحكمة.

كما أكد المسؤول الأمريكي كذلك أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طلب شخصيا من نظيره البريطاني ديفيد لامي مواصلة الطعن في صلاحية إصدار الحُكم للمحكمة الدولية ضد الإسرائيليين عموماً وأثار بلينكن القضية مع لامي يوم الثلاثاء على هامش قمة الناتو في واشنطن العاصمة، و على ضوء ذلك من الممكن أن تُسقط إدارة بايدن أوامر الإعتقال ضد المجرم نتيناهو، فيما يبقى الفلسطينيون وحدهم يقاومون حتى آخر رمق ونحن لا حول لنا ولا قوة.

إذا هناك خفايا لا تخجل منها إدارة بايدن، بل تكيل بمكاييل لصالح الدولة العبرية وكل ما نسمعه أو نراه من الطرفين أكان بايدن أو نتيناهو وبلينكن ليس سوى ذر الرماد في العيون، وليس أظهر من عملية الجسر البحري الذي أنشأته القوات الأمريكية على شاطىء غزة مدعية أنه للإمدادات الغذائية لشعب غزة ليس سوى لعبة مدروسة لصالح تحرير بعض الرهائن كما أن إدارة بايدن أغدقت على جيش الاحتلال بأكبر جسر جوي يحمل قنابل وصواريخ تفوق ما أنزلت على فيتنام، حيث ظهر جلياً أن جيش نتيناهو استهدف مربعات سكنية آمنة بأحدث طراز تدميري حيث وصلت تلك القنابل المحرمة بإمكانها صهر البنايات السكنية بمن فيها.

فماذا عن الفلسطينيين العُزل والأطفال والنساء والشيوخ الذين باتوا أهدافاً متتالية منذ 282 يوماً، إذ باتوا على شفا مجاعة لم ير التاريخ المعاصر مثيلاً لها، فيما يتداول الأطراف الأربعة الذين نصبوا أنفسهم جزءاً من الحل لإيقاف مجاز الاحتلال ضد الأطفال والنساء و الإطاحة بالمستشفيات واستهداف عربات الإسعاف وقتل المسعفين إضافة لاستهداف الصُحفيين الذين وصل تعدادهم 159 شهيداً.

ماذا عن الغرب؟ لقد انفضحت الصورة وبدت واضحة أمام العالم الحرّ من غرب أمريكا حتى الصين شرقاً وما بينهما من شعوب فتحت أعينهم حرب الإبادة ضد مليوني إنسان، على همجية وبربرية ونازية الإدارة الإسرائيلية ولا تزال جامعات ومعاهد ومنظمات عالمية تتظاهر ضد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وجمع من الأذيال، فيما تظهر العدوانية الشرسة لبعض دول الغرب لتطلق قوات الشغب لتفريق المتظاهرين.

وللأسف الشديد لا يزال ضعاف النفوس يغدقون أيضا على أسواق تل أبيب وحيفا و غيرها من الأسواق كي لا تنقطع عنهم إمدادات الغذاء من كافة الأصناف، ولا تزال قوافل الإمدادات تترى نحو موانىء حيفا، فيما غزة من شمالها وجنوبها ورفح وغيرها من المناطق لا يملكون الخبز فكيف يعيش أطفالهم، أين الرحمة وأين النخوة وكيف تُغلق المعابر للتوقف سلاسل التوريد.

هنا في هذا الوطن الأردني الشهم الذي احتضن قبل قيام الدولة، الآلاف من الأشقاء من كافة الدول، لا يزال الأردن بقيادته وحكومته وشعبه ملتزمون بدعم شعب غزة، إذ تأتيهم المواد الإغاثية من طعام ومواد متنوعة عبر سلسلة قوافل تسيرها الهيئة الخيرية الهاشمية، والإنزالات عبر الطائرات و أطباء أكفياء وصلوا إلى هناك يحملون قلوبهم على أيديهم غير مبالين بقصف العدو للمستشفيات دون منّة، فنحن أولاً وأخيراً سنبقى شعب واحد، ولا نلتفت لبعض الألسنة التي تهمز وتغمز وتتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى