عن الرأي الصحيفة والإعلام
عصام قضماني
اكتب عن الرأي في عيدها لكنها مناسبة ان نمر فيها على المشهد الاعلامي وفيه من التشابك ما لا زال تائها وفيه من التناقض ما لا زال معرقلا.
محاولات كثيرة جرت لبناء اعلام دولة موحد عندما تكون معارك الاردن خارجية لكنه متعدد في الشان الداخلي بما يثري عملية البناء والتصويب.
الاعلام بات جزرا شتى وقد اختلط في حباله شخصنة مقيتة وسطحية غالبة وذاتية بعيدة عن المصلحة العامة.
لا تزال الصحافة الورقية تنازع ولا احد يريد ان يقر بانها لا تزال مرجعا لكل وسائل الاعلام لكنه الاثير الصاخب الذي يسرق منها هذه الصفة.
مر عيد الراي قبل ايام وهي لا زالت تمارس مهامها صحيفة الوطن والمواطن.
الرأي قلعة وان ضعفت مواردها هي قوية في رسالتها واقلام الصحفيين فيها وهي قصة الصحافة الورقية التي يراد وأدها حية لكنها صامدة.
الرأي أصبحت صحيفة لأن القارئ هو من حملها بين يديه صباح كل يوم وهو لا زال يتصفحها وان باساليب عديدة وهو من منحها صفة «صحيفة الوطن الأولى وهو من يقرر استمرارها او يرى أن الحاجة لها انتهت.
ظلت الرأي الصحيفة واقفة وعلى مدى نصف قرن وزيادة مرت خلالها عشرات بل الاف الحكايات وسجلت الاف الاحداث وكان لها فيها مواقفها وهي مواقف الوطن وقد ظلت مثل بندقية الجندي لا تنزل ولا تفرغ ذخيرتها.
وصفت بصحيفة الوطن الناطقة غير الرسمية بلسانه وبصحيفة الاردن الرسمية لكنها بقيت قبل شجاعة الشجعان تجتذب اليها القراء بصدقيتها ولطالما كانت الالسن وهي تنقل عنها تقول «قالت الرأي وما لم تقله الرأي لم يقل بعد».
الرأي جزء من تاريخ الاردن وسجله المكتوب في أوراقها الصادرة صباح كل يوم تضم أحداثا حملها الأردنيون في ذاكرتهم كتاريخ لا يمحوه هواة هبطوا على المشهد الإعلامي بفضل السوشال ميديا أو مؤمنين به تطربهم فوضاه وتمنحهم شرعية هندسة إعلام خال من صحافة ورقية.
العالم الافتراضي لا يزعجهم فهو لا يقيم رأيا منظما، وجهات النظر فيه تبعث بزر وتختفي بنقرة لكن الصحافة المنظمة والقوية برأي ثابت لا يجف حبرها مزعجة عندما تشكل رأيًا عامًا تقوده.
عالم افتراضي صيغته سياسة القطيع بلا ندية حكمت تاريخ العلاقات بين الصحافة والحكومات تتحول المعلومة فيه الى شائعة والرأي الى فتنة ووجهات النظر الى خربشة مبعثرة تصنع نجومًا من فيديو او صورة او تعليق يلمع فجأة كما يزول.
مياه كثيرة جرت منذ ان صدرت الرأي في مثل هذه الايام قبل نصف قرن ويزيد لم تنكسر ولم تغب طوعا الرأي ليست مشروعا استثماريا ولم تكن فرصة لمعت فجأة ولولادتها اسباب لم ولن تنتهي طالما يخوض الوطن معاركه بحلوها ومرها.
بحساب الربح والخسارة لم يكن مقصد المؤسسين في الراي الربح حتى كانت الحكومة التي قررت ان تدخل الى ملكيتها باموال «الضمان» لم تكن تبحث عن الربح بل كانت تريد ان تربح منبرا مؤثرا لكن الصحيفة ظلت للوطن وللدولة.
هي مناسبة ندعو فيها الى فتح ملف الاعلام بينما نراقب هذا الصخب الذي يثيره طارئون على المشهد الاعلامي.