تشكيل القوائم سيؤدي لمشاكل بين أعضاء بعض الأحزاب
أحزاب ستختفي بعد الانتخابات وأخرى ستندمج
البرلمان القادم سيكون أكثر تنظيما ودقة
أخبار حياة – أكد المدير العام لمركز الحياة لمراقبة الحياة السياسية “راصد”، الدكتور عامر بني عامر أن الناخب يبدأ بالاهتمام بالعمل الحزبي عندما يشعر أن الأحزاب تلامس مصالحه وتحقق أهدافه، وهذا ماهو متعارف عليه ليس في الأردن فقط وإنما في معظم الدول.
وبين بني عامر في حديثه لبرنامج “صالون حياة“، والذي يبث عبر إذاعة حياة اف ام كل يوم سبت، أن الحاجة والخدمة والمصلحة عبارة عن عوامل تحدد وجهة الناخب وآليته في اختيار الحزب المناسب له، مشيرا إلى أن الأحزاب والحياة السياسية في الأردن بدأت تشهد تناميا إلا أنه لا يحقق الطموح.
وحول البرامج المطروحة من قبل الأحزب، قال بني عامر:” بعض الأحزاب تعلمت من الدروس الماضية، فلذلك لاتجد في برامجها وشعاراتها وخطاباتها ثورات اقتصادية واجتماعية ولا فكرية، وإنما تطرح أفكارا معقولة، في حين أن بعض الأحزاب مازالت تعيش الثورات الفكرية في كافة المستويات”.
وتابع:” هناك محددات تحبط العمل الحزبي في الأدن، بعضها يتجاوز الحدود مثل الظروف الاقليمية الملتهبة والمحيطة بالمملكة، كاشفا أن هذه المحددات يمكن تجاوزها من خلال خلق احزاب تجعل من المواطن شريكا حقيقيا في صناعة القرار وأن تمثله بكل وضوح وشفافية”.
“لدينا 38 حزبا، نصفها تشكل لأن القانون كفل الحق في ذلك، فيما يوجد لدينا 8-10 أحزاب أصبحت جاهزة إلى حد كبير لدخول البرلمان القادم وستكون هي المسيطرة، وأعتقد أن العديد من الأحزاب ستندمج مع غيرها بعد الانتخابات والبعض منها سيختفي”، وفقا لبني عامر.
وحول هندسة الأحزاب، قال بني عامر:” هندسة الاحزاب موجودة كما هندسة الانتخابات، وهذا واقع لايمكن تغييره، سيما في ظل وجود جمهور في الشارع الأردني يرغب بالاتجاه مع مؤسسات الدولة واختيار الوجوه التقليدية والطبقة البيروقراطية والمسؤولين السابقين والحاليين وهذه الفئة تسمى “الموالاة المجانية”، فيما ويوجد جمهور آخر يرغب بتغيير الوجوه القديمة واختيار تيارات ووجوه سياسية جديدة كليا”.
واضاف:” الرشوة ستشكل مشكلة كبيرة أمام الهيئة المستقلة للانتخاب، وأمام الناخب ايضا، وبالتالي عملنا على إيجاد خط ساخن مختص بالعملية الانتخابية لضبط اي مخالفات تتعلق بالرشوة الانتخابية”.
وكشف بني عامر عن توقعاته بأن مخرجات البرلمان القادم ستكون أكثر تنظيما بالاضافة لوجود كتل أكثر فاعلية وتطورا، حيث ان البرلمان الحالي 19 والبرلمان السابق 18 بلغ خلالهما طرح 5 الآف سؤال نوقش منهم 500 سؤال، وهذا يعني عمل رقابي متواضع جدا، أما البرلمان القادم فسيكون أكثر رقابة وتنظيما، إلا أن موضوع الانجاز من المبكر الحديث عنه.
“أجزم بأن الكتل القادمة ستسعى لإرضاء الجماهير بشكل كبير جدا، لأنها أصبحت واضحة وتحت الضوء ومن السهل تتبع عملها ومراقبتها ومحاسبتها”، على حد قول بني عامر.
وعند الحديث عن أبرز الخلافات المتوقعة فترة الانتخابات، أشار إلى أن الخلافات ستتركز حول ترتيب القائمة الحزبية على المستوى الوطني، بالإضافة إلى أن تشكيل القوائم سيؤدي لمشاكل بين أعضاء بعض الأحزاب وسيخلف ذلك الكثير من الاستقالات وهذا سيظهر جليا الأسابيع القادمة، بينما وسيكون هناك خلافات ستظهر يوم الانتخابات وذلك لغياب التنسيق بين أعضاء الحزب، أما أخطر نوع من الخلافات والتي ستظهر وقت تشكيل الحكومات.
واختتم بني عامر حديثه قائلا:” هذه الخلافات ستكون ظاهرة للعيان ولن تكون بالخفاء، وبعض الاحزاب ستخسر جزء من قواعدها الجماهيرية بسبب هذه الخلافات وبعض الاحزاب ستعيد حساباتها بالشكل الذي يصب في مصلحتها”.