رغد صدام حسين تزيح الستار عن مذكرات والدها “الممنوعة من النشر”
أخبار حياة – نشرت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، مذكراته الخاصة التي كتبها من داخل السجون الأمريكية، بعد غزو الولايات المتحدة لبغداد في عام 2003، بذريعة وجود أسلحة دمار شامل.
وقالت في رسالة إلى والدها عبر منصة “إكس”، أمس السبت: “قررت أن أبدأ بنشر جزء صغير من مذكراتك بطريقتي، لأن دور النشر لديها “محاذير من نشرها”، وسيكون اليوم مهم للكثير من محبيك وحتى غيرهم”.
ماذا تحتوي المذكرات؟
بحسب ما وُرد في المذكرات، فإن صدام حسين راودته رؤيا في منامه بين رفقائه في المعتقل الأمريكي، وهي رؤيته سقوط بيجامة من القماش من بنطاله، ثم رأى أنه يحاور صحفية غير معروفة في الوسط الإعلامي العراقي.
وفسّر صدام هذه الرؤيا بأنه ربما يخضع لعملية جراحية، ويذاع خبر هذه العملية عبر وسائل الإعلام، ثم تحدث عن مرضه في السجن وحوار الأطباء معه ودهشتهم من هدوءه، على الرغم من معاناته من مرض خطير ومؤلم.
وتابع أنه في البداية، اشتبه أطباء السجن في إصابة الرئيس العراقي الراحل بمرض، إما في الكبد أو المرارة، ونقلوه إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية له، إلا أنهم كانوا حريصين على نقله باستخدام طائرة وليس سيارة.
وواصل صدام حسين أنه عندما سأل أحد حراس السجن عن سبب نقله بالطائرة وليس السيارة، أجاب بأنه حفاظا على سلامته، وهو ما دفعه للقول إن “المقاومة أصبحت نشطة”.
تعذيب ومعاملة سيئة
كشف صدام حسين في مذكراته التي نشرتها ابنته رغد، عن تعرضه للضرب والتعذيب في السجن، خاصة في منطقة الظهر وناحية الكبد والكلى، ورجّح أن يكون ذلك سببا في تراجع صحته، إلا أنه أكد أنه كان شديد الحرص على النظافة طيلة حياته، حتى في المعتقل.
وشدد أن البورتوريكيون، وهم سكان جزيرة بورتوريكو، كانوا أكثر نظافة من الأمريكيين، وكانوا أكثر اعتناء به، وأرجع ذلك إلى أصلهم العربي، كما لفت إلى أنه فقد جزءا كبيرا من وزنه خلال فترة بقاه في السجن.
وأشار إلى الفحوصات الطبية التي أجراها في المستشفى والمعاناة التي تعرض لها أثناء نقله من المعتقل إلى المستشفى، والمعاملة السيئة التي تعرض لها من الاحتلال الأمريكي آنذاك.
وأخبر الأطباء صدام حسين بأن الفحوصات أظهرت إصابته بالتهاب في البروستاتا وفتق بأسفل البطن، وأخبروه إنه في حالة عدم شفاء هذا الالتهاب فقد يكون هذا نوعا من أنواع السرطانات.
وسأل صدام حسين الأطباء عن إمكانية التعايش مع الفتق دون إجراء عملية جراحية، ليردوا عليه بإمكانية تحقيق ذلك، وأخبروه أن سبب الفتق هو الضغط على البطن، إلا أنه أكد أن الفتق حدث نتيجة الضرب الذي تعرّض له من قبل قوات الاحتلال الأمريكية خلال الليلة الأولى من اعتقاله.
بكاء
كما أفصح صدام حسين في مذكراته الممنوعة من النشر، عن لحظة بكى فيها، عندما أحضروا إليه في السجن هدية أرسلتها له أسرته، ومتعلقات خاصة به، وعندما رأى تلك الهداية ذرفت عيناه الدموع.
وتابع أنه على الرغم من وجوده في المعتقل الأمريكي بعيدا عن ميدان الحرب، إلا أنه كان شديد التركيز مع أصوات الانفجارات والدوريات التي تقوم بها الطائرات العسكرية الأمريكية في أجواء بغداد، حتى أنه كان يعرف أنواع هذه الطائرات سواء (مقاتلات أو قاذفات أو حتى طائرات شبحية).
يشار إلى أن 21 عاما مرت على إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دابليو بوش في 20 مارس/ آذار 2003، غزو العراق، بحجة وجود أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها حتى الآن.
وفي 9 نيسان/ أبريل من العام نفسه، أعلن سقوط نظام الرئيس العراقي، صدام حسين، الذي توارى عن الأنظار لمدة 8 أشهر، قبل أن تعثر عليه القوات الأمريكية، ويحاكم ثم يُعدم في ديسمبر/كانون الأول 2006.