دراسة: شراء السيارات الكهربائية يجذب 28% من النساء
أخبار حياة- تبدو السيارات الكهربائية أقلّ جذبًا للنساء في الولايات المتحدة، على الرغم من الانتشار الواسع للصناعة في الآونة الأخيرة، وسط جهود خفض انبعاثات قطاع النقل.
وكشفت دراسة حديثة أن نسبة مشتريات النساء للسيارات الكهربائية تنخفض إلى 28%، في حين ترتفع إلى 41.2% للسيارات التقليدية، وفق ما نقلته منصة “هندوستان تايمز أوتو” (Hindustan Times Auto)، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتوقع الدراسة أن السيارات الكهربائية ستشكّل على الأرجح 40% من إجمالي مبيعات الولايات المتحدة بحلول عام 2030، ما يثير تساؤلات حول كيفية تفاعل المشترين مع هذا الواقع الجديد، بما في ذلك الاختلافات بين الجنسين.
مشتريات الإناث من السيارات الكهربائية
زعمت الدراسة -التي أجرتها وكالة “إس آند بي غلوبال موبيليتي” (S&P Global Mobility)- أن تيسلا تتمتع بأفضل تمثيل لمشتريات السيارات من الإناث بين مصنّعي السيارات الكهربائية، بمتوسط 33.1% في عام 2022.
ثم جاءت بوليستار في المرتبة الثانية من حيث مشتريات الإناث بنسبة 24.7%، تليها لوسيد بنسبة 19.5%، وريفيان بنسبة 14.5%.
وزعمت الدراسة كذلك أن الأرقام المذكورة أعلاه قابلة للمقارنة مع الشركات المصنّعة لشاحنات البيك أب التي تركّز على الذكور، مثل رام وجنرال موتورز.
وأضافت أن مصنّعي السيارات الخارقة -مثل بوغاتي وماكلارين- هم العلامات التجارية الوحيدة التي لديها مزيج استهلاكي يهيمن عليه الرجال أكثر من ريفيان.
ومن المثير للاهتمام أن ريفيان هي الشركة الناشئة الوحيدة التي تركّز على مجموعة شاحنات البيك أب، وقد يكون هذا سببًا وراء العدد المنخفض من مشتريات النساء للعلامة التجارية.
ومع ذلك، كشفت الدراسة أنه حتى سيارة تيسلا طراز واي، الذي وُضع في قطاع يحظى بشعبية كبيرة بين مشتريات النساء، لا تعمل بشكل جيد، إذ تمثّل النساء 35% فقط من المشترين.
مبيعات أكثر توازنًا بين الجنسين
في حديثه عن نتائج الدراسة، قال كبير مسؤولي التنوع في “إس آند بي غلوبال موبيليتي” مارك بلاند، إن النساء أكثر اهتمامًا بقلق النطاق والسلامة من الرجال.
وقال بلاند، إنه يتعين على مصنّعي السيارات الكهربائية بذل المزيد من الجهد، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أن حلّ هذه المشكلة قد يأتي من شركات صناعة السيارات الرئيسة، مثل فورد وجنرال موتورز وفولكس فاغن، التي ستحتاج إلى الحفاظ على تنوّعها الحالي بين الجنسين، مع دخولها عصر السيارات الكهربائية من أجل الاحتفاظ بأرقام مبيعاتها.
ونظرًا لأنها توسّع نطاق الحياد الكربوني بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة، فقد ترغب هذه الشركات بجذب مشتريات من النساء بطريقة أكثر كفاءة من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية؛ ما يؤدي إلى مزيج أكثر توازنًا بين الجنسين.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم، منذ عام 2015 حتى عام 2022:
نمو مبيعات السيارات الكهربائية في 2022
في سياقٍ متصل، نمت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 36% تقريبًا عام 2022، وفقًا لتقديرات “إس آند بي غلوبال موبيليتي”.
ومع ذلك، فإن الزخم معرّض للخطر في عام 2023 بسبب عدّة عوامل: إنهاء الدعم الصيني، وأزمة الطاقة في أوروبا والتضخم الناتج عنها، ومخاوف الركود في الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته منصة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
وتُعدّ الصين -إلى حدّ بعيد- أكبر سوق للسيارات الكهربائية، وكان من المفترض أن تصل مبيعات سيارات الطاقة الجديدة في البلاد إلى 6.7 مليون وحدة في عام 2022، أي أكثر من ضعف الأرقام المسجلة في عام 2021، وفقًا للجمعية الصينية لمصنّعي السيارات.
ومع اقتراب عام 2022 من نهايته، شهد دعم الصين للسيارات الكهربائية أكبر انخفاض منذ عام 2019، إذ انخفض إلى الصفر من 12.6 ألف يوان للوحدة. وكان هذا أكثر من ضعف التخفيض البالغ 5400 يوان للوحدة في عام 2022، و4500 يوان للوحدة في عام 2021.
وقالت مصادر، إن شركات تصنيع البطاريات خفضت الإنتاج بشكل كبير منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول، لأن الطلب في الأشهر المقبلة لا يبدو واعدًا.
صعوبات في أوروبا وأميركا
من المتوقع أن تواجه السوقان الأكبر الأُخريان للسيارات الكهربائية، وهما أوروبا والولايات المتحدة، تحديات كبيرة في العام الجاري (2023)، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى عوامل الاقتصاد الكلي والتوقعات العامة.
ففي الولايات المتحدة، وُضع قانون خفض التضخم بهدف زيادة مبيعات السيارات الكهربائية، إلّا أنه لا يُتوقع أن تتحقق معظم التأثيرات الإيجابية حتى عام 2024، وفقًا لبعض المشاركين في السوق.
وبدءًا من عام 2024، سيتمكن المشترون من استعمال قيمة الائتمان الضريبي للمركبة الكهربائية لخفض سعر السيارة مباشرةً، بدلًا من تلقّي ائتمانات ضريبية.
وفي أوروبا، يشكّل استمرار التضخم وارتفاع تكاليف الطاقة، الناجم عن الحرب المستمرة في أوكرانيا، مخاطر كبيرة أيضًا.
ويجب أن تؤثّر الصعوبات الاقتصادية بمبيعات السيارات الكهربائية؛ نظرًا لأن أسعار السيارات الكهربائية المرتفعة الحالية، مقارنة بسيارات محركات الاحتراق الداخلي، لا ينبغي أن تكون داعمة للطلب.
تحديات أخرى
هناك تحديات كبيرة تواجه انتشار السيارات الكهربائية، مثل توافر نقاط الشحن؛ إذ على الرغم من وجود استثمارات كبيرة في البنية التحتية للشحن، فإن معظمها ما يزال يتركز في الصين.
وتمتلك الصين أكثر من 1.4 مليون نقطة شحن كهربائية في سبتمبر/أيلول 2022، مقابل أقلّ من 400 ألف نقطة شحن في أوروبا ونحو 140 ألفًا في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات من “إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس”.
ووفقًا لجمعية مصنّعي وتجّار السيارات في المملكة المتحدة، توقّعت إستراتيجية البنية التحتية للمركبات الكهربائية الحكومية أن تطلب المملكة المتحدة ما بين 300 ألف و720 ألف نقطة شحن، بحلول عام 2030.
ومع ذلك، فإن تلبية العدد الأقلّ فقط يعني تركيب أكثر من 100 جهاز شحن جديد كل يوم، في حين يكون المعدل الحالي نحو 23 كل يوم.
وأثّر الاتجاه الهبوطي فيما يتعلق بمبيعات السيارات الكهربائية عام 2023 بشكل مباشر في سوق الليثيوم، وكانت الأسعار الفورية تنخفض، لا سيما في الصين، والتوقعات قصيرة الأجل ليست إيجابية.
ووجد استطلاع “بلاتس” الأخير لتوقعات معادن البطاريات أن أكثر من 50% من الشركات التي شملها الاستطلاع تتوقع أن يصل متوسط أسعار الليثيوم الصيني إلى أقلّ من 500 ألف يوان/طن متري في عام 2023، وأن يصل متوسط أسعار الليثيوم في شمال آسيا إلى أقلّ من 70 ألف دولار/طن متري.
وعلى الرغم من أن الاتجاه الهبوطي الأخير في الأسعار الفورية الصينية كان مدفوعًا بانخفاض حقيقي في الطلب، فإن العامل الذي يجب مراعاته هو عامل التجّار الراغبين في التخلص من المواد المشتراة سابقًا بأسعار منخفضة لتجنّب مخاطر البيع بالخسارة.