أخبار حياة في يومها الأول
بلال العبويني*
ينطلق اليوم موقع أخبار حياة والامل معقود على أن يحجز مكانا في الفضاء الإلكتروني الذي بات يفيض بعدد كبير من وسائل “الإخبار” على تنوعها حتى بات الوصول إلى المتلقي أمرا في غاية الصعوبة.
منذ أكثر من عقد تقريبا دخلت منصات التواصل الاجتماعي إلى حلبة المنافسة لتزاحم الوسائل الإخبارية التقليدية على الجمهور، ما صعّب المهمة أكثر عندما أصبح الفرد يمتلك منصته الخاصة يبث عليها ما شاء ومتى شاء.
الوسائل الإخبارية التقليدية، تستند في الغالب الاعم إلى أسس وقواعد صارمة في التعاطي مع المادة الإخبارية وهو ما قد لا نجده لدى بعض أصحاب الحسابات الخاصة في وسائل الواصل الاجتماعي.
غير أن ذاك لا يمنع من الاعتراف ان الكثير من الحسابات الخاصة باتت مصدرا مهما للمعلومات وإن افتقر بعضها لقواعد التوثيق المهني الذي التزمت فيه الكثير من الوسائل الإخبارية التقليدية على مر العقود الماضية.
هذا الواقع الذي أصبحنا عليه لا يعني أن منصات التواصل الاجتماعي باتت بديلا لوسائل الإخبار القليدية، فالكثير من المتلقين ما زالوا يضعون ثقتهم بالوسائل الإخبارية التقليدية على اعتبار ما أسست له عبر عقود من قواعد راسخة للعمل الصحفي، وإن كانت محكومة بجملة من القوانين الرقابية والعقابية لكل من يقع في دائرة الخطأ.
تلك القوانين الناظمة، يجب أن لا تعتبرها أي وسيلة إخبارية أنها قيدا يحد من مهنيتها، بل هي مدعات لأن تكون المادة الإخبارية أكثر نضجا وعمقا، لكن بمهنية تضمن للمتلقي أن يقرأ مادة موثقة لا يتدخل فيها الصحافي وفقا لأهوائه ومصالحه، بل وفقا لما تقتضيه المادة الصحافية من مهنية تحترم عقل وذائقة القارئ.
قلنا إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تزاحم الوسائل الإخبارية التقليدية والمهنية، وهذا لا يشكل معوقا كبيرا إذا ما نظرنا إلى الجزء الآخر من الفنجان حيث الإمكانات التكنولوجية العظيمة التي وفرتها وسائل التواصل الاجتماعي والتي قدمتها للوسائل الإخبارية وغيرها للاستفادة منها في نشر وتوزيع المادة الصحفية إلى جمهور أوسع، وما وفرتها من إمكانات تكنولوجية يمكن تضمينها للمادة الصحفية لتخلق نصا مهنيا بأسلوب عصري يحتاجه النشر الإلكترواني في المواقع الإخبارية وغيرها.
لذلك، سنعمل في اخبار حياة على الاستفادة مما وفرته لنا وسائل التواصل الاجتماعي وتضمينه للمادة الصحافية لتخلق صورة بصرية ومهنية أكثر نضجا وتنوعا، كما سنعمل على أن نكون مهنيين مخلصين للمهنة ولعقل المتلقي بخبر صادق وتقرير لا نتقول فيه بل نكتب ما حصلنا عليه من معلومات منسوب لمصادرها الحقيقية.
لذا ننطلق اليوم في مسيرة أخبار حياة من قلب العاصمة عمان وكلنا أمل أن يكون التوفيق حليفنا وأن نتمكن من حجز موقع لنا في ظل ما نشهده من منافسة شديدة.
• رئيس التحرير