موسى الساكت.. القاضي الذي أرسى قواعد عدالة القضاء ونزاهة القضاة
أخبار حياة – آمن مبكرا بسمو رسالة القضاء، باذلا كل جهد في خدمة الحق والعدالة، لترتبط مسيرته بمسيرة القضاء الأردني الذي حرص على ترسيخ استقلاله حفاظاً على نزاهة وعدالة أحكام المحاكم.
حمل رسالة القضاء لنصف قرن من الزمان، فأصبحت مسيرته أنموذجا يشرف الحياة؛ فكان في سلوكه أنيفاً أبياً وبالحق عزيزاً قوياً، وشريفاً وفيا، في تعامله مع الناس.
حيث مصنع الرجال، ولد القاضي موسى الساكت في مدينة السلط عام 1910، اتم تعليمه في أم المدارس الأردنية “مدرسة السلط”، ليلتحق بمعهد الحقوق في دمشق الذي تخرج فيه عام 1932.
بدأ حياته المهنية موظفا في ملاك وزارة العدل، ليتولى العديد من المناصب والوظائف، فمن كاتب ترقى ليصبح قاضيا لصلح معان ومدعيا عاما في اربد وعضوا في محكمة بداية اربد ثم عضوا في محكمة الاستئناف في عمان ثم رئيسا لها، وبعدها رئيساً لمحكمة التمييز والعدل العليا، ليتوج مسيرته القضائية رئيسا للمجلس القضائي الأردني.
تجاوزت خدمة القاضي الساكت في سلك القضاء الأردني ما يرنو على خمسين عاما، منها نحو أربعة عشر عاما رئيسا للسلطة القضائية، تسلم نتيجتها وسام النهضة من الدرجة الأولى.
وجاء التكريم الملكي من الملك الحسين بن طلال رحمه الله، تكريما للقاضي الساكت ولتميزه بالعدل واستقامته ونزاهته وأمانته في السلك القضائي.
ويرجع الفضل للقاضي موسى الساكت في بناء وترسيخ المؤسسة القضائية الأردنية. حيث كان مؤمناً بسمو رسالة القضاء وعراقة تقاليدها ونبل أهدافها ليصبح القضاء مؤسسة تتسم بتحقيق العدل والاستقامة والنزاهة.
أيقن مبكرا أن نزاهة وعدالة أحكام المحاكم هي التي تكرس سيادة القانون وترسي المساواة بين المواطنين في الحقوق والمسؤوليات، وأن الأمة التي لها كرامة في نفسها ينبغي أن تعنى بقضائها العناية الفائقة وتحافظ على استقلاله.
وأدرك أن الالتزام الذي رتبه القانون على تولي القضاء هو وجوب خدمة العدالة بكل أمانة ونزاهة وبذل كل جهد وتضحية في سبل تحقيق هذه الغاية، وأنه من الضروري أن يكون القاضي نموذجاً كاملاً يشرف الحياة بكل نواحيها.
سعى الساكت، الذي تمر هذه الأيام الذكرى الواحدة والعشرين على وفاته، إلى تحقيق رسالة القضاء خدمة الحق والعدالة، ما جعل منه مضرب المثل في كيف يخدم الرجل مهنته وكيف يخلص الوفاء لدولته ومجتمعه.
بعد تقاعد القاضي موسى الساكت من خدمته في السلك القضائي، زاره المغفور له الحسين بن طلال في منزله ليقلده وسام النهضة، وهذا يعد اكبر تكريم للقاضي النزيه واعترافا على أعلى المستويات بما حققه من انجازات للقضاء الأردني الذي نفاخر فيه اليوم بأنه ملاذ كل طالب للحق والعدالة.