القدس الشرقية والانتخابات الفلسطينية..”أساسية” و”مٌعقّدة”

أخبار حياة – يُصر الفلسطينيون على إجراء الانتخابات في مدينة القدس الشرقية المحتلة، كونها “العاصمة المستقبلية” لدولتهم التي يناضلون لتأسيسها.

إلا أن إسرائيل، التي ترفض أي مظهر سيادي للفلسطينيين في المدينة المقدسة، لم تكشف بعد عن موقفها حيال عقد الانتخابات المقررة في وقت لاحق من العام الجاري.

ومنتصف يناير/كانون ثاني الجاري، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرسوما حدد بموجبه موعد الانتخابات للمجلس التشريعي في 22 مايو/أيار المقبل، وللرئاسة في 31 من يوليو/تموز المقبل.

وتُشير تقديرات غير رسمية فلسطينية، إلى أن نحو 340 ألف فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية المحتلة.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الإثنين الماضي، أن الحكومة ستطلب رسميا من إسرائيل، عدم عرقلة الانتخابات بالقدس الشرقية.

ولم يوضح اشتية موعد تقديم هذا الطلب الرسمي، فيما لم تعلق إسرائيل رسميا على أقواله.

وشارك الفلسطينيون من سكان القدس الشرقية في الانتخابات الفلسطينية التي جرت في الأعوام 1996 (تشريعية) و2005 (رئاسية) و2006 (تشريعية).

وجرت عمليات التصويت في حينه في 6 مراكز بريد إسرائيلية داخل القدس الشرقية، وتم إرسال أوراق التصويت عبر البريد للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية.

وتقول لجنة الانتخابات المركزية على موقعها الالكتروني إن اتفاقية المرحلة الانتقالية المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والموقعة بواشنطن في 28 سبتمبر/أيلول 1995 تتضمن ملحقاً خاصاً (الملحق الثاني) يتعلق بالانتخابات الفلسطينية.

وتضيف لجنة الانتخابات “جاء في بنود المادة (6)، أنه يتمّ الاقتراع في القدس الشرقية في مكاتب بريد تتبع سلطة البريد الإسرائيلية، وعددها ستة مكاتب (تضم 11 محطة اقتراع)”.

وتقول لجنة الانتخابات إن قدرة هذه المكاتب الاستيعابية لا تتعدى ما مجموعه 6300 ناخباً يوم الاقتراع، وعلى باقي المقدسيين في منطقة القدس الشرقية الاقتراع في مراكز اقتراع تقام في منطقة ضواحي القدس.

وبحسب لجنة الانتخابات، فإن 14 مكتب اقتراع أقيمت في ضواحي القدس، في الانتخابات التي جرت عام 2006.

ولكن، بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال نهاية العام 2017، ونظرا لقرب الانتخابات الإسرائيلية في 22 مارس/آذار المقبل فإنه ليس من الواضح إذا ما كانت تل أبيب ستوافق على إجراء الانتخابات بالقدس الشرقية.

وقال الرئيس عباس في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية، إنه لن تجري انتخابات فلسطينية بدون القدس.

وفي المرسوم الذي أصدره، مؤخرا، كتب الرئيس عباس: “الشعب الفلسطيني في القدس وجميع محافظات الوطن، مدعو إلى انتخابات عامة حرة ومباشرة”.

وقال فادي الهدمي، وزير شؤون القدس الفلسطيني، إن القدس “جزء أصيل من الأراضي الفلسطينية، وستجري فيها الانتخابات كما هو منصوص عليه في المرسوم الرئاسي”.

وأضاف الهدمي لوكالة الأناضول: “الانتخابات جرت في الماضي بالقدس، وستجري في الانتخابات القادمة”.

ولم يتضح على الفور كيف ستتصرف السلطة الفلسطينية، في حال منعت إسرائيل الانتخابات في القدس الشرقية.

وأعرب مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، في حوار مع الأناضول، عن توقعه بحدوث تحرك من عدد من الدول الأوروبية والأجنبية والعربية في الأسابيع القادمة، للضغط على إسرائيل لمنع عرقلة الانتخابات في القدس.